لم يكن عامر شفيع حارس مرمى منتخب الأردن مجرد حكاية تنتهي بمجرد الاعتزال، فصدى اسمه سيبقى يتردد في كل زمان ومكان لما تركه من أثر راسخ في مخيلة الجماهير.
سطر عامر شفيع مسيرة طويلة جعلته عصيا على النسيان، ومضربا للأمثال في العطاء والإبداع كلما لعب منتخب النشامى.
وارتبط اسم شفيع بتاريخ مشاركات النشامى في كأس آسيا، حيث تألق بشدة وساهم في تحقيق الانتصارات.
ويتأهب منتخب الأردن لتدشين مشاركته الخامسة في كأس آسيا التي تفتتح في قطر الجمعة المقبل.
وكان شفيع قد سجل اسمه في 4 نسخ متتالية بالبطولة القارية محققا رقما قياسيا خاصا.
مفاجأة
لم يكن عامر شفيع في بداية مسيرته الكروية معروفا بموهبته للجماهير، فقد كان يلعب لنادي اليرموك الذي كان بالكاد يستطيع الصعود لدوري المحترفين وسرعان ما عاد لمصاف أندية الدرجة الأولى.
وعندما تسلم الراحل محمود الجوهري دفة قيادة منتخب النشامى، كان استدعاء عامر شفيع للقائمة بمثابة مفاجأة كبيرة، حيث درجت العادة على أن يكون اختيار حراس المرمى من فرق المقدمة.
وأثبت عامر شفيع نفسه سريعا، وتلقى تدريبات مكثفة على يد مدرب الحراس المصري المخضرم فكري صالح، ليصبح بمرور الوقت الحارس الأول للمنتخب، وواكب ذلك التألق وصول الأردن لنهائيات كأس آسيا 2004 للمرة الأولى بتاريخه.
15 مباراة
ظهر شفيع أول مرة بكأس آسيا في نسخة 2004 في الصين، وحافظ على نظافة شباكه في دور المجموعات، أمام كوريا الجنوبية والكويت والإمارات، وساهم في التأهل لدور الثمانية.
واكتسب الحارس الملقب بـ"الحوت" ثقة كبرى وبات مصدرا للارتياح بفضل تصدياته المؤثرة، وكان دائما من العوامل البارزة فيما تحقق من نتائج تاريخية، وفي النسخ الآسيوية الأربعة 2004 و2011 و2015 و2019.
وخاض عامر شفيع مع النشامى 15 مباراة في كأس آسيا، واستقبل مرماه 10 أهداف، وحافظ على نظافة مرماه بدور المجموعات في نسختي "2004-2019".
موعد الاعتزال
أعلن عامر شفيع عام 2021 اعتزاله كرة القدم بعمر 38 عاما، حيث كان القرار الأصعب في مسيرته بحسب وصفه آنذاك لوسائل الإعلام.
وأضاف يومها شفيع: "شعرت أنه من الصعب عليّ الاستمرار بذات المستوى والجاهزية التي اعتادت عليها الجماهير، لذلك قررت ترك مكاني وأنا في قمة عطائي".
بعد الاعتزال عين الاتحاد الأردني لكرة القدم شفيع مدربا لحراس مرمى منتخب النشامى قبل أن يبتعد بعد فسخ عقد المدير الفني العراقي عدنان حمد، ثم انتقل بعدها للعمل في نادي الفيصلي.
وما يزال شفيع حتى اللحظة ينتظر أن من الاتحاد الأردني أن يكرمه بمباراة اعتزال تليق بما قدمه للنشامى على امتداد 25 عاما.