ودعت التشيلية اريكا أوليفيرا البالغة من العمر 40 عامًا، وأم لخمسة أبناء، رياضة ألعاب القوى أمس الأحد في شوارع مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، بعد أن أصبحت السيدة الأولى، التي تشارك في خمسة سباقات ماراثونية أولمبية حتى نهايتها.
وأعلنت أوليفيرا، التي حملت علم بلادها في حفل افتتاح دورة الألعاب بريو دي جانيرو "ريو 2016"، اعتزالها المنافسات بعد أن سجلت رقمًا قياسيًا تاريخيًا.
وقالت أولفيرا، بعد أن أنهت الماراثون، الذي أقيم أمس في شوارع ريو دي جانيرو، في ساعتين و50 دقيقة و29 ثانية، وجاءت في المركز 105 من بين 156 متسابقة شاركن في السباق: "سأرحل بالطريقة التي رغبت في أن أرحل بها".
وأضافت البطلة التشيلية، التي كانت قد فجرت مفاجأة من العيار الثقيل قبيل انطلاق الأولمبياد، بتقديم شكوى للسلطات في بلادها، ضد زوج أمها متهمة إياه باغتصابها طوال 12 عامًا، قائلة: "أشعر بفخر كبير لتمكني من إنهاء خمسة سباقات ماراثونية، ولكوني المرأة الأولى، التي تفعل هذا".
وبتفوق واضح على المستوى البدني والنفسي، نجحت البطلة التشيلية في التغلب على الأجواء الحارة، التي أقيم فيها السباق، وتمكنت من عبور تحد جديد من تحديات مسيرتها، ووضعت به نهاية لمسيرتها الرياضية.
وتابعت أوليفيرا، التي غابت في الفترة ما بين أولمبياد أتلانتا 1996، وأولمبياد ريو 2016، عن ماراثون واحد فقط، كان ضمن منافسات أولمبياد بكين 2008 لأسباب شخصية، قائلة: "أشعر بأنني لا أزال في سن الشباب، وسعيدة لأنني تمكنت من إنهاء السباق ، إنه تحدي كنت أستعد له منذ أربع سنوات".
واستطردت قائلة: "قضيت 29 عامًا في عالم ألعاب القوى، ومثلت تشيلي طوال 24 عامًا وكنت أرغب في إنهاء مسيرتي في إحدى الدورات الأولمبية بإنهاء السباق، ولقد فعلت هذا".
وأثارت أوليفيرا، ضجة كبيرة في بلادها في مطلع تموز/يوليو الماضي، قبل يومين من اختيارها عبر عملية تصويتية لحمل علم تشيلي في افتتاح الأولمبياد الحالية، عندما كشفت أنها تعرضت للاغتصاب بشكل مستمر منذ سن الخامسة وحتى السابعة عشرة من عمرها من قبل زوج أمها، الذي كان يعمل راهبًا في إحدى الكنائس.
وقالت العداءة التشيلية عبر حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": بعدما قدمت بلاغاً رسميًا للشرطة عن الانتهاكات، التي تعرضت لها: "لكل شخص زمنه، منذ وقت طويل قررت أن هذا الزمن سيكون لي، أشكركم ًعلى دعمكم الكامل، لقد أزاح حملا ثقيلا من فوق كاهلي".
وبعد أن أزالت الستار عن قضيتها المثيرة، اكتسبت أوليفيرا تعاطفًا أكبر من الجماهير والسلطات في تشيلي ليقع الاختيار عليها لحمل علم بلادها خلال الحفل الافتتاحي للأولمبياد.
وعادت أوليفيرا للتعبير عن امتنانها مجددًا لمساندة الجماهير لها خلال لماراثون الأبرز في مسيرتها، وقالت: "جميع السباقات كانت مميزة ولكن هذا السباق كان الأهم، يسعدني أنني أنهيت دورة الألعاب الأولمبية محققة هذا الإنجاز، الذي سيدرج في سجل أرقامي القياسية".
ولا تزال أوليفيرا تشعر بقدرتها على العطاء في نواحي أخرى من الحياة، بعد أن أنهت خمس سباقات ماراثونية وأنجبت خمسة أبناء، فقد وجدت العداءة التشيلية تحديا جديدا وهو إيجاد عمل لها كمهندسة في إحدى الشركات في العام المقبل.