قبل 3 سنوات، خاض منتخب بيرو لكرة القدم النسخة المئوية لبطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا 2016) مفعما بمشاعر الإحباط وغياب الأمل، التي توارثها من عقود الفشل المستمر في الماضي.
ولكن مشاركة الفريق في بطولة كأس العالم 2018 بروسيا، أعادت بعض الأمل والبريق للفريق رغم خسارة اثنتين من المباريات الثلاث التي خاضها في مجموعته وخروجه من الدور الأول.
وربما يكون في عودة الفريق إلى المونديال للمرة الأولى منذ 1982 دفعة قوية للفريق عندما يخوض فعاليات النسخة الـ46 من بطولة كوبا أمريكا والتي تستضيفها البرازيل هذا الشهر.
إحلال وتجديد
وشهدت السنوات الثلاث الأخيرة عملية إحلال وتجديد في صفوف منتخب بيرو تحت قيادة مدربه الأرجنتيني ريكاردو جاريكا، الذي يتولى المسؤولية منذ 2015 واكتسب خبرة كبيرة من العمل مع الفريق.
وتكونت خبرته بالفريق وكذلك خبرة بعض اللاعبين مثل المهاجم الخطير خوسيه باولو جيريرو هي العنصر الأساسي الذي يعتمد عليه الفريق في مجموعته بالدور الأول للبطولة والتي تضم معه منتخبات البرازيل وبوليفيا وفنزويلا.
وعانى المنتخب البيروفي في الماضي من مشاكل عدة كان في مقدمتها ارتفاع معدل أعمار لاعبيه والمشاكل التي أحاطت بعدد منهم.
لكن السنوات القليلة الماضية شهدت ابتعاد أكثر من لاعب كبير عن الفريق مثل خوان مانويل فارجاس كما ابتعد المهاجم الخطير كلاوديو بيتزارو رغم استمراره في اللعب بالدوري الألماني (بوندسليجا) حتى الآن.
أسلحة بيرو
وإلى جانب جيريرو، يعلق منتخب
بيرو آمالا عريضة على اللاعبين أصحاب البنية الجسدية المتواضعة لكنهم يتسمون بالمهارات العالية والقدرة على إحداث المفاجآت بفضل قدراتهم الفنية مثل كريستيان كويفا وإديسون فلوريس وأندي بولو.
ويعتبر المخضرم بابلو جيريرو أحد أكثر اللاعبين القادرين على بث الثقة في نفوس الجماهير رغم عدم تألقه بشكل هائل مع ناديه في السنوات الأخيرة.
ورغم ذلك، يبدو جليا أن الجماهير على استعداد دائما لمنحه فرصة جديدة في كل مرة.
الجيل الذهبي
وكان وضع الكرة البيروفية مختلفا في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي حيث كان النجم البيروفي الكبير تيوفيلو كوبياس من أفضل اللاعبين في العالم.
كما تألق البيروفي الآخر هوجو سوتيل في صفوف برشلونة الإسباني إلى جوار الأسطورة الهولندي الراحل يوهان كرويف.
وكذلك تألق جيرونيمو بارباديو وخوليو سيزار أوريبي في إيطاليا وخوليو بايلون في ألمانيا، ورغم عدم احترافه في أوروبا ، كان سيزار كويتو أحد أبرز النجوم في تلك الحقبة.
وحظي المدافع الرائع هيكتور شومبيتاز بلقب "كابتن أمريكا" كما تألق خوسيه فيلاسكيز وكان خوليو ميلينديز نجما في دفاع بوكا جونيورز الأرجنتيني.
فيما تألق نجوم آخرون لبيرو في تلك الحقبة مثل خوان كارلوس أوبليتاس وبدرو ليون وروبرتو تشالي ورامون ميفلين وأوزوالدو راميريز وألبرتو جاياردو وخايمي دوارتي.
فترة اضمحلال
وتعددت النظريات والروايات حول ما حدث بعد هذا من تراجع للكرة في
بيرو ، ولكن أكثر هذه الروايات رواجا كان حادث وفاة فريق أليانز ليما البيروفي في تحطم طائرة عام 1987 .
وبعد حصاد جيل النجوم الذي ظهر في تلك الحقبة ووصل بمنتخب
بيرو إلى 3 نسخ من بطولات كأس العالم في 1970 و1978 و1982 وأثمر فوز الفريق بلقب
كوبا أمريكا عام 1975، سقطت الكرة البيروفية التي اشتهرت في الماضي بالأداء الراقي والفنيات العالية.
وفي أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات من القرن الماضي، ظهرت بعض المواهب في كرة القدم البيروفية مثل خوسيه جييرمو دل سولار ونولبرتو سولانو اللذين تألقا في رحلة الاحتراف الأوروبية لكن ظل المنتخب البيروفي بعيدا عن مكانته السابقة.
جيل مفقود
واعترف الأوروجوياني سيرخيو ماركاريان المدير الفني السابق لمنتخب
بيرو : "هناك جيل مفقود في الطريق".
ورغم تألق بيتزارو وفارفان وجيريرو وفارجاس في رحلة احترافهم الأوروبية أيضًا، لم يكن هذا كافيًا ليستعيد منتخب
بيرو بريق الماضي.
ويرى أخصائي علم الاجتماع ألدو بانفيتشي أن السبب في هذا يرجع إلى الصحافة والمشجعين واللاعبين والأندية حيث يساهم هؤلاء جميعا في صناعة النجوم ثم يتسببون جميعا في تدميرهم بمن فيهم النجم الكبير بيتزارو.
وبعد فوز منتخب
بيرو بالمركز الثالث في كل من نسختي 2011 و2015 من
كوبا أمريكا، سقط الفريق في دور الثمانية للنسخة الماضية عام 2016 .
فرصة للعودة
وتبدو فرص الفريق جيدة حاليا في تحسين هذا الوضع من خلال النسخة الجديدة هذا الشهر لاسيما بعد نجاح الفريق في العودة إلى المونديال بالنسخة الماضية بعد غياب لعقود طويلة.
وتولى جاريكا (61 عاما) الإدارة الفنية لبيرو في 2015 ، وقد تصبح
كوبا أمريكا 2019 هي الفرصة الأخيرة له مع الفريق.
fdv, jsun gj[h,. hgYpfh' ,hgtag td ;,fh Hlvd;h gj[h,. hgYpfh' fdv, jwu] ,hgtag