النباتية نمط حياة "النباتية" نظام غذائي يعتمد على الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبقوليات دون أكل اللحوم، وينقسم النباتيون إلى عدة أقسام؛ أكثرها شيوعا قسمان رئيسيان: الأول هو "الفيجيتيريان" (Vegetarian)، الذين يمتنعون عن اللحوم فقط، لكنهم يتناولون الأسماك والمنتجات الحيوانية كالبيض ومشتقات الألبان. أما الثاني فهو النباتية المتشددة، وهؤلاء يعتمدون على النباتات فقط، ولا يأكلون أي شيء من الحيوانات أو الألبان ومشتقاتها.
بالإضافة إلى قسمين فرعيين آخرين، هما: الحمية الغذائية النباتية كنظام غذائي يعتمد على النباتات. والحمية الغذائية الخام، وتعني تناول الخضراوات والفواكه النيئة فقط.
وبانضمام مزيد ممن يرغبون في طعام صحي يعتمد على النباتات، ومع ازدهار صناعة المنتجات النباتية وتعدد كتب الطبخ النباتي؛ أصبحت النباتية أكثر الأنظمة الغذائية انتشارا في العالم.
انتشار الحياة النباتية تحولت الوجبات النباتية إلى صيحة جديدة يتبعها الملايين؛ ففي الولايات المتحدة الأميركية زادت نسبة النباتيين 600% في ثلاث سنوات، وفي بريطانيا أصبح النباتيون 7% من السكان، أما في ألمانيا فبلغ عددهم ثمانمئة ألف نباتي، وفي ازدياد مستمر، ويشمل هذا الانتشار دولا مثل: كندا، وأستراليا، ونيوزلندا، وصولا إلى الهند التي تعد دولة النباتيين حيث تصل نسبتهم إلى 27%، حسب مجلة فوربس.
كما أصبحت المدن الكبرى تسوق نفسها سياحيا عبر انتشار المطاعم التي تقدم وجبات الزوار النباتيين من مختلف أنحاء العالم.
ففي لندن -التي تحتل المركز الأول عالميا في توافر الطعام النباتي في المطاعم والكافتيريات وعربات الشوارع- يتم تنظيم مهرجانات وأسواق للأطعمة النباتية على مدار العام، وفي برلين يوجد شارع شيفيلباينر (Scshivelbeiner) المخصص للأطعمة النباتية.
وفي نيويورك -وكذلك بقية المدن الأميركية الكبرى- تنتشر المطاعم التي توفر البرغر النباتي وبدائل البيتزا النباتية. وفي العاصمة البولندية وارسو لا يبعد الزائر إلا ميلا واحدا عن أقرب مطعم نباتي، كما تتنافس المطاعم اللبنانية والتركية هناك في تقديم الكباب النباتي والفلافل.
وفي كندا، تتميز مدينة تورونتو بالأكلات النباتية التي توفرها عدة مطاعم، وفي العاصمة التشيكية براغ تتنوع المأكولات النباتية التي تجعلها مدينة جاذبة للسياحة النباتية. أما باريس التي يعتمد مطعمها التقليدي على اللحوم والأسماك فقد انضمت إلى المدن العالمية التي تجذب السياح النباتيين.
أسباب التحول إلى النباتية يتحول البعض إلى النظام الغذائي النباتي لأسباب تتعلق بتخفيف معاناة الحيوان وعدم الاستيلاء على حليب صغاره، لكن أهم الأسباب قد تكون الرغبة في الصحة الجيدة، لا سيما صحة القلب.
فقد كشفت نتائج دراسة لجامعة هارفارد عن انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب لدى الأشخاص الذين يتناولون طعاما نباتيا صحيا، بنسبة 25% تقريبا. علاوة على الخوف من الأمراض التي يسببها حقن الأبقار بالمضادات الحيوية والهرمونات، وعدوى السالمونيلا التي ينقلها الدجاج، والزئبق السام الذي قد تحتوي عليه بعض الأسماك.
كما توجد لدى شريحة من النباتيين دوافع بيئية أيضا، بقصد المساهمة في الحفاظ على البيئة بخفض مستوى انبعاثات الكربون والغازات السامة في الهواء؛ حيث تشير الدلائل إلى تأثر المناخ بخيارات السكان الغذائية، فما تنتجه عائلة واحدة من غازات سامة بسبب شي اللحوم، ربما يكون أكثر من عادم سيارتين، لذا فإن التخلي عن استهلاك اللحوم قد يخفض انبعاثات الغازات بنسبة 60% تقريبا، حسب بي بي سي. النكوص عن النباتية كشفت دراسة عن العادات الغذائية الأميركية عن أن 87% ممن يقررون التحول إلى نباتيين يعودون إلى تناول اللحم من جديد لأسباب عديدة، ومنها: اعتياد طعم اللحم، كونه مرتبطا بعادات الإنسان وذاكرته القوية تجاه ما يتناوله من أطعمة ونكهات. وعدم العثور على طعم مماثل في الأكلات النباتية مهما تشابهت نكهتها مع الوجبات المعدة من اللحم. بالإضافة إلى عدم منح الجسد ما يطلبه من غذاء، ففي كثير من الأحيان يعطي الجسد إشارات بحاجته إلى تناول طعام غني بالدهون، ويكون من المستحيل تعويضها بآخر نباتي.
انخفاض الوزن والإرهاق، لأن الانتقال إلى النباتية يسبب صدمة للجسم ونقصا في السعرات الحرارية. وأخيرا، ارتفاع التكلفة بسبب مغالاة مطاعم المنتجات النباتية في الأسعار، ففاكهة الفطر الأخضر في النظام النباتي يتجاوز ثمن مئة غرام منها عشرة دولارات، وهو مبلغ يشتري وجبة لشخصين من مطعم للوجبات السريعة. الرأي الآخر في النباتية وتوصلت دراسة أجراها فريق علمي بجامعة غراس النمساوية، وشملت 1320 شخصا، إلى أن 14 مرضا مزمنا خطيرا تنتشر بين النباتيين أكثر من انتشارها بين آكلي اللحوم، فعلى سبيل المثال، تبلغ نسبة أمراض الحساسية بين النباتيين 30.6 مقابل 16.7% لدى آكلي اللحوم.
أما الأمراض السرطانية فتبلغ 4.8 مقابل 1.8%. كذلك بلغت جلطات القلب نسبة 1.5 مقابل 0.6%. كما ترتفع نسبة الأمراض النفسية -خاصة الاكتئاب- إلى 9.4 مقابل 4.5% لدى الأشخاص العاديين.