تمتلك الولايات المتحدة أكبر مخزون استراتيجي من النفط الخام في العالم، لكنها تتجه مؤخرا لبيع جزء منه، فيما تعمل الصين على زيادة حجم مخزونها مستفيدة من أسعار النفط المنخفضة.
في مارس/آذار الماضي، وللمرة الأولى في التاريخ، اشترت الصين التي تعد أبرز مستهلكي الخام في العالم كميات من مخزونات الخام الأمريكية، حيث اشترت من الولايات المتحدة 550 ألف برميل مقابل 28.8 مليون دولار، ورغم أن قيمة الصفقة ليست ضخمة لكنها تعد سابقة.
وفي الوقت الذي تقوم فيه بكين بتخزين احتياطيات طوارئ في ظل انخفاض أسعار الخام، باتت الولايات المتحدة ترى أن مخزوناتها لم تعد تمثل جزءا مهما من أمن الطاقة لديها، أو عنصرا حاسما حال وقوع اضطرابات.
وبدأت الولايات المتحدة ببناء مخزوناتها الاستراتيجية في العام 1975، وذلك بعدما أثر الحظر المفروض بين العامين 1973 و1974 بشكل كبير على أسعار الوقود في الولايات المتحدة.
وبلغت مخزونات النفط الإستراتيجية لدى الولايات المتحدة، في 17 مارس/آذار، نحو 693.4 مليون برميل، وهو أقل من المستوى القياسي، الذي بلغته المخزونات في العام 2009، وقدّر حينها بـ 727 مليون برميل.
وعندما تم تداول سعر برميل النفط دون مستوى 50 دولارا للبرميل كانت الفرصة مثالية للشراء كما فعلت الصين. على الرغم من أن بكين اتجهت إلى تخزين النفط في وقت متأخر وتحديدا في العام 2007، إلا أنها سرعان ما عززت قدراتها التخزينية على نحو مثير للإعجاب.
وعلى نقيض الولايات المتحدة، التي تنشر بيانات منتظمة حول مخزوناتها، تفضل الصين إبقاء تفاصيل مخزوناتها الخاصة سرية، وبالتالي فإن معظم المعلومات المتاحة حول حجم المخزونات الصينية ليست سوى تخمينات.
ففي يونيو/حزيران الماضي، ذكر بنك "جيه بي مورغان" أن تقديراته تشير إلى تمكن الصين من تخزين حوالي 400 مليون برميل من النفط الخام بحلول منتصف العام 2016، في الوقت الذي تستهدف 511 مليون برميل.
وفي المرتبة الثالثة، تأتي مخزونات اليابان، والتي تقدر بحوالي 324 مليون برميل. فبالنسبة لطوكيو يعتبر المستوى الحالي للمخزونات الاستراتيجية كافيا إلى حد كبير لمواجهة أي أزمة أو تعطل مؤقت. وعلى هذا الأساس، فضلت الإبقاء عليها كما هي حاليا.
تليها في المرتبة الرابعة، كوريا الجنوبية بمخزون استراتيجي يبلغ نحو 146 مليون برميل من النفط الخام. وفي المركز الخامس تأتي إسبانيا، التي تمتلك سعة تخزينية تقدر بنحو 120 مليون برميل، وهي الأخرى أبقت على مخزوناتها خلال الفترة الأخيرة دون تغيير.