انطلقت تظاهرات كبيرة، الجمعة، بمشاركة الآلاف في محافظتي البصرة وذي قار جنوبي العراق، فيما أعرب متظاهرون في بغداد عن تضامنهم وحاولوا اقتحام المنطقة الخضراء.
وتجمع المتظاهرون أمام مبنى محافظة البصرة وساحة الحبوبي في ذي قار، ورفعوا شعارات منددة بـ "الأحزاب الفاسدة"، مطالبين بتوفير الخدمات وإيجاد فرص عمل.
وفي المقابل، فرضت السلطات الأمنية وقوات مكافحة الشغب إجراءات أمنية مشددة، تحسبا لوقوع اشتباكات.
وقد منعت قوات الأمن العراقية متظاهري الناصرية الغاضبين، من دخول منزل محافظ ذي قار.
وفي بغداد، حاول متظاهرون عبور جسر الجمهورية باتجاه المنطقة الخضراء في العاصمة، فيما واجهتهم قوات مكافحة الشغب بخراطيم المياه والغاز المسيل للدموع.
وكانت لجان عدة لتنسيق التظاهرات، دعت إلى الخروج بمظاهرة في ساحة التحرير ببغداد مساء الجمعة، لمساندة مطالب المحافظات الجنوبية.
كما دعا رجل الدين مقتدى الصدر في وقت سابق، جميع الساسة إلى التوقف عن جهود تشكيل الحكومة العراقية الجديدة إلى حين الاستجابة لكل مطالب المحتجين بتحسين الخدمات في الجنوب.
وقال الصدر على تويتر في أول تعليق علني له على الاحتجاجات التي تجتاح الجنوب منذ أيام: "على كل الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات الحالية تعليق كل الحوارات السياسية من أجل التحالفات وغيرها إلى حين إتمام تلبية مطالب المتظاهرين الحقة".
ويكافح السياسيون لتشكيل حكومة ائتلافية. وقد يكون الصدر، الذي فاز تكتله السياسي بأغلبية في الانتخابات، في وضع أقوى الآن للتأثير على اختيار رئيس الوزراء.
وهزم الصدر منافسيه الذين تدعمهم إيران، حيث تعهد بخلق فرص عمل ومساعدة الفقراء والقضاء على الفساد.
ويعاني جنوب العراق من الإهمال برغم الثروة النفطية منذ حكم الرئيس السابق صدام حسين، ثم خلال فترات الحكومات التالية بما في ذلك حكومة حيدر العبادي الحالية.
وتنتشر أكوام النفايات في الكثير من شوارع البصرة. وتسببت المياه الراكدة ومياه الصرف الصحي في مشكلات صحية كما أن مياه الشرب تكون ملوثة أحيانا بالطمي والأتربة، في حين تنقطع الكهرباء سبع ساعات يوميا.