أظهرت دراسة جديدة أنّ أحد مفاتيح محاربة الإدمان قد تتمثل بممارسة الرياضة. كيف ذلك؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أظهرت دراسة جديدة أنّ أحد مفاتيح محاربة الإدمان قد يتمثّل بممارسة الرياضة.
إذ أجرى باحثون مراجعة للأدبيات الموجودة حول النشاط البدني وعلاقته بتعاطي المخدرات، ووجدوا أنّ التمرين المنتظم ارتبط بتراجع التعاطي بنسبة 75٪ تقريبًا، في الدراسات التي تبحث عن إجابة على هذا السؤال، بحسب التحليل.
وقد راجع البحث المنشور في مجلة PLOS ONE الأربعاء، 43 دراسة مع أكثر من 3 آلاف مشارك. وتوصلت الدراسات أيضًا إلى أنه بالإضافة إلى التراجع أو التوقف عن تعاطي المواد المخدرة، كان برزت علامات محسّنة للصحة الجسدية وخفّت أعراض الاكتئاب.
وقالت مؤلفة الدراسة الرئيسية فلورنس بيشي، طالبة دكتوراه وباحثة في جامعة مونتريال بكندا: "يعتقد الناس أنه أثناء العلاج يجب أن يخضع الأشخاص فقط لعلاجات نفسية.. لكن هذا ليس ما شهدناه في دراستنا". وتابعت أنه "من المفيد جدًا القيام بنشاط بدني بالتوازي مع العلاجات".
هناك محدودية لهذه النتائج. فبرأي الدكتور آرون كاندولا، الزميل الباحث في وحدة مجلس البحوث الطبية للصحة والشيخوخة بكلية لندن الجامعية، أنّ المراجعة وجدت أنّ معظم الدراسات التي استند إليها الباحثون تنطوي على مخاطر عالية من التحيّز، ما يعني أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد النتائج التي توصلوا إليها.
وقال كاندولا، غير المشارك في البحث، إنّ الدراسات لم تكن أيضًا قابلة للمقارنة مباشرة، ما يسمح ببناء فهم شامل وقابل للتعميم لهذه العلاقة.
بيد أنّه أضاف أنّ النتائج لا تزال مهمة ومفيدة.
ولفت إلى أنّ "اضطرابات تعاطي المواد المخدّرة تعتبر مشكلة صحية عامة رئيسية، وتفتقر إلى حلول منخفضة التكلفة وقائمة على الأدلة"، مضيفًا أنّ اضطرابات تعاطي المخدرات تزداد سوءًا في العديد من الدول ذات الدخل المرتفع، ضمنًا الولايات المتحدة.
وأشار إلى أنّ العثور على حلول أكثر سهولة لهذا الاضطراب أمر مهم لأنه يترافق غالبًا مع مشاكل الصحة العقلية الأخرى مثل الاكتئاب والقلق، التي تؤثر بشكل متباين على الأشخاص ذوي الموارد الاجتماعية والاقتصادية الأدنى والمناطق المحرومة جدًا.
ورأى الدكتور مارك سميث، أستاذ علم النفس بكلية ديفيدسون في نورث كارولينا، غير المشارك في الدراسة، أنّ النشاط البدني قد يكون جزءًا مفيدًا ويمكن الوصول إليه من خطة العلاج لاضطراب تعاطي المخدرات.
وتابع أنه يعتقد "أن هناك الآن قدرًا كافيًا من البيانات للإشارة إلى أن الأشكال المختلفة من النشاط البدني والتمارين الرياضية فعّالة بشكل عام للحد من استخدام المواد المخدرة لدى الأفراد الذين يسعون إلى العلاج".
ما هو أثر التمارين؟
قال كاندولا إنّ معظم الناس يمكنهم الاستفادة من ممارسة النشاط البدني.
وأشار سميث إلى أنّ إحدى الفوائد التي توصلت إليها الدراسات تتمثّل بالتحسينات التي تطال الصحة البدنية مثل التحمّل القلبي الوعائي، أو قوة العضلات. ورغم أنّ هذا قد لا يكون الهدف الأساسي للبحث، إلا أنه قال إن هذه النتيجة مهمة لأنها تظهر أن النشاط البدني يؤدي وظيفته لتعزيز الصحة البدنية.
وأضاف سميث أن البحث أظهر أيضًا أنّ النشاط البدني مرتبط بزيادة الكفاءة الذاتية، واحترام الذات، والثقة بالنفس، التي معلوم أنها تحمي من تعاطي المخدرات.
وهناك المزيد بحسب كاندولا، إذ ثبت أن النشاط البدني يخفف من القلق والاكتئاب، وهما عاملا الخطر الرئيسيين لتعاطي المخدرات.
لماذا التعرّق قليلًا يساهم بقطع شوط طويل؟ أجاب سميث إنّ التمارين الرياضية تحدث تغيرات جذرية في جميع أنحاء الدماغ.
فعند ممارسة الرياضة، تستخدم مسارات عصبية تتأثر أيضًا بتعاطي المخدرات. وأضاف سميث أنّ هناك الكثير من الأدلة على أنّ التمارين الرياضية قد تساعد بتطبيع التغييرات التي تحدث لتلك المسارات لدى استخدام المواد المخدرة.
كيف تبدأ بممارسة الرياضة؟
قال سميث إنه رغم أنّ الدراسة الأخيرة سلطت الضوء على فوائد التمارين الرياضية، إلا أنها لم تحدّد المقدار أو الشدة التي يحتاجها الشخص لممارسة الرياضة لتقدير مدى الفوائد المستقاة.
وأوصت إرشادات النشاط البدني الحالية للأمريكيين بأن يحصل البالغون على 150 دقيقة من النشاط البدني معتدل الشدة، ويومين من نشاط تقوية العضلات.