قبور الأنبياء (ص) فى القرآن لا يوجد أى دليل على معرفة الناس لمكان قبور الأنبياء (ص) ولكن مع هذا تجد أضرحة والمراد : قبور منسوبة للرسل (ص) وفى مقال بموقع موضوع ذكر الكاتب مواضع لقبور بعض الرسل(ص) ذاكرا عدة أماكن للنبى الواحد وبعضهم له قبر واحد فقال : "قبر آدم -عليهم السلام-: يقع قبر آدم -عليه السلام- بِالقُربِ من مسجد الخيف في مِنى، بِالقُرب من مكانِ المُصلّى الذي صلّى به النبيّ -عليه الصلاة والسّلام-، وقيل: إنّه يقع في المغارة في القُدس، وقيل: في الهند بوادي سرنديب، وقيل: في مكة في جبل أبي قُبيس... قبر نوح -عليه السلام-: يقع قبر نوح -عليه السلام- في الكرك، وقيل: إنها في المغارة في القُدس. قبر يعقوب وإسحق -عليهما السلام-: يقع قبرُ يعقوب -عليه السلام- في عسقلان عند المسجد، وفي جهته الغربيّة قبر إبراهيم -عليه السلام- ففي قريةٍ ممدّنةٍ على بُعد ثمانيّة عشر ميلاً من مسجد إبراهيم في الجنوب توجد قُبور إبراهيم وإسحاق ويعقوب -عليهم السلام-، وكُل واحدٍ منهم قبره تجاه قبر زوجته، قبر يوسف -عليه السلام-: يقع قبر يوسف -عليه السلام - في نابلس، عند المسجد بجوار البئر الذي وقف عليه عيسى -عليه السلام-. قبرُ إبراهيم -عليه السلام-: يقع قبر إبراهيم -عليه السلام- في مدينة الخليل، المشهورة بمدينة إبراهيم الخليل. قبر يوشع بن نون -عليه السلام-: يقع قبر يوشع بن نون -عليه السلام- في قريةٍ تُسمّى صرفة. قبر موسى -عليه السلام-: يقع قبر موسى -عليه السلام- عند الكثيب الأحمر في قرية أريحا من الأرض المُقدسة، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (مَرَرْتُ، علَى مُوسَى لَيْلَةَ أُسْرِيَ بي عِنْدَ الكَثِيبِ الأحْمَرِ، وَهو قَائِمٌ يُصَلِّي في قَبْرِهِ)، فقد سأل الله -تعالى- عند موته أن يُقرّبه من الأرض المُقدسة، وقيل إنه يقعُ في دمشق في الشام كما جاء عن عبد الله بن سلام. قبر داود وسليمان -عليهما السلام-: دُفن سُليمان -عليه السلام- بجانبِ أبيه داود -عليه السلام- في مدينة طبريّة، ويقع قبريهما في الشرق من بُحيرتها، وقيل إنهما يقعان في بيت لحم في أرضِ فلسطين قبر زكريا ويحيى -عليهما السلام-: يقع قبر زكريا -عليه السلام- في مسجده الواقع بسبسطية في نابلس، في مغارةٍ ينزل إليها الناس من خلال درج، أمّا يحيى -عليه السلام- فقيل إنّ قبره يقع في مكان قبر زكريا -عليه السلام- كذلك. قبر إلياس -عليه السلام-: يقع قبر إلياس -عليه السلام- في حيفا في جبل الكرمل وقيل: إنّه يقع في منطقة البقاع، وتقع في دمشق بين بعلبك وحمص ودمشق. قبر شعيب -عليه السلام-: يقع قبرُ نبي الله -تعالى- شُعيب -عليه السلام- في مكانٍ يُسمى حطّين، وهي قريةٌ بين أرسوف وقيسارية، وتقعُ من ساحل الشام، وقيل: إنها بين طبرية وعكّا، وقيل إنه في منطقةٍ تُسمى خياره بِالقُرب من طبرية قبر هود -عليه السلام-: يقع قبر هود -عليه السلام- في جامعِ دمشق، في مكانٍ من حائطه القِبليّ" والخلاصة أنه لا يوجد قبر معروف المكان لنبى من الأنبياء(ص) ويستثنى القوم القوم قبر خاتم النبيين (ص) وفى ذلك قال ابن تيمية : "وَأَمَّا قُبُورُ الْأَنْبِيَاءِ: فَاَلَّذِي اتَّفَقَ عَلَيْهِ الْعُلَمَاءُ هُوَ " قَبْرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَإِنَّ قَبْرَهُ مَنْقُولٌ بِالتَّوَاتُرِ وَكَذَلِكَ فِي صَاحِبَيْهِ وَأَمَّا " قَبْرُ الْخَلِيلِ " فَأَكْثَرُ النَّاسِ عَلَى أَنَّ هَذَا الْمَكَانَ الْمَعْرُوفَ هُوَ قَبْرُهُ وَأَنْكَرَ ذَلِكَ طَائِفَةٌ وَحُكِيَ الْإِنْكَارُ عَنْ مَالِكٍ وَأَنَّهُ قَالَ لَيْسَ فِي الدُّنْيَا قَبْرُ نَبِيٍّ يُعْرَفُ إلَّا قَبْرُ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكِنَّ جُمْهُورَ النَّاسِ عَلَى أَنَّ هَذَا قَبْرُهُ وَدَلَائِلُ ذَلِكَ كَثِيرَةٌ وَكَذَلِكَ هُوَ عِنْدَ أَهْلِ الْكِتَابِ. وَلَكِنْ لَيْسَ فِي مَعْرِفَةِ قُبُورِ الْأَنْبِيَاءِ بِأَعْيَانِهَا فَائِدَةٌ شَرْعِيَّةٌ وَلَيْسَ حِفْظُ ذَلِكَ مِنْ الدِّينِ وَلَوْ كَانَ مِنْ الدِّينِ لَحَفِظَهُ اللَّهُ كَمَا حَفِظَ سَائِرَ الدِّينِ وَذَلِكَ أَنَّ عَامَّةَ مَنْ يَسْأَلُ عَنْ ذَلِكَ إنَّمَا قَصْدُهُ الصَّلَاةُ عِنْدَهَا وَالدُّعَاءُ بِهَا وَنَحْوُ ذَلِكَ مِنْ الْبِدَعِ الْمَنْهِيِّ عَنْهَا." ص445 وتواجهنا مشاكل فى الأحاديث فى الموضوع وهى : الحديث الأول : أن كل من حول قبور الأنبياء(ص) إلى مساجد ملعون كما فى الحديث التالى : "روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها واللفظ لبخاري قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه: " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. " والمشكلة التى تواجهنا هو أن قبر النبى(ص) ملاصق للمسجد أو هو داخل فيه فيما يسمى بالروضة الشريفة وهو ما يعنى : أن الصحابة ومن جاءوا بعدهم عصوا الحديث وما زال الأمر قائما فى المسجد الحالى لم يغيره أحد الحديث الثانى : عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: لا تجعلوا بيوتكم قبورا، ولا تجعلوا قبري عيدا، وصلوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم رواه أبو داود بإسناد حسن، رواته ثقات. وعن علي بن الحسين: "أنه رأى رجلا يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي ﷺ فيدخل فيها فيدعو، فنهاه، وقال: ألا أحدثكم حديثا سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله ﷺ قال: لا تتخذوا قبري عيدا، ولا بيوتكم قبورا، وصلوا علي، فإن تسليمكم يبلغني أين كنتم رواه في المختارة." فهنا بيوت السكن لا تتحول إلى مقابر وهذا معناه أن الصحابة ومن بعدهم عصوا نهى الرسول (ص) عن تحويل بيوت السكن لمقابر حيث حوله بيته وهو السكن له ولزوجاته بعده لمقبرة فيها كما هو معروف ثلاث قبور الحديث الثالث : «الْأَنْبِيَاءُ أَحْيَاءٌ فِي قُبُورِهِمْ يُصَلُّون» رواه أبو يعلى في "مسنده" والبيهقي في "حياة الأنبياء في قبورهم" من طرق متعددة من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، كما أنه قد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قوله: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ» رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه في "سننهم" وابن خزيمة في "صحيحه" وأحمد في "مسنده".
والحديث يعطينا علامة على صحة كون القبر قبر لرسول من بطلانه وهى : أن الرسل (ص)أحياء فى القبور الأرضية لأن الأرض لا تأكل أجسادهم الغريب فى تلك الأحاديث هو مخالفتها للقرآن فى التالى : أن كل الرسل(ص) موتى كما قال تعالى : " إنك ميت وإنهم ميتون " وقال : " ما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون " ومن ثم لا يمكن أن يكون نبى حى فى قبره وإنما حى فى جنة السماء حيث الجنة الموعودة كما قال تعالى :
" وفى السماء رزقكم وما توعدون " فالجنة عند سدر المنتهى كما قال تعالى : " عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى " أنه لا يوجد قبر معروف لأى رسول من رسول الله دون استثناء وحكمة الله فى اخفاء قبورهم هى : ألا يحولها الناس لمعابد يعبدون فيها من دون الله ألا يدنسها الكفار فإذا كان الناس حولوا قبور من سموهم أولياء لمعابد يطوفون بها ويقبلون المقاصير التى فيها ويدعونهم ويطلبون منهم ما يطلبون من الله فكيف سيفعلون بالرسل(ص)؟ إننا أمام حالات معروفة وهى رسول الله المسيح(ص) عيسى بن مريم الذى حولوه هو ورسول الله عزير(ص) لآلهة تعبد من دون الله كما قال تعالى : "وقالت اليهود عزير بن الله وقالت النصارى المسيح بن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهؤن قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون " هذا مع أنه لا يوجد قبر معروف لعيسى (ص)عند المسلمين وأما القوم وهم النصارى فيعتقد الكاثوليك والأرثوذكس الشرقيين والمشرقيين منهم بأنه دفن في كنيسة القيامة في القدس الشرقية في فلسطين بينما يعتقد بعض البروتستانت والإنجيليين أنه دفن في قبر الحديقة في القدس في فلسطين الأنبياء (ص) كلهم دفنوا فى الأرض ولكن حرص المؤمنون الذين دفنوهم على اخفاء أماكن تلك القبور حرصا على ألا تتحول القبور إلى أضرحة وحرصا على ألا يقوم الكفار بتدنيس تلك القبور إذا علموا بمكانها وقد أخبرنا الله ان قوم أهل الكهف انقسموا فيما يصنعون بهم بعد موتهم إلى فريقين : الأول طالب بدفنهم الثانى وهم من غلبوا الفريق الثانى بنوا على قبورهم مسجدا مخالفين أمر الله وفى هذا قال تعالى : "وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها إذ يتنازعون بينهم أمرهم فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا" والبنيان كلمة تطلق على الحفرة المعدة للدفن كما تطلق على البيت وغيره فقد قال الكفار من قوم إبراهيم (ص) عند إرادتهم حرقه : ابنوا له بنيانا أى احفروا له حفرة واشعلوا فيها الحطب وألقوه فيها وفى هذا قال تعالى : "قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه فى الجحيم فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين" قطعا المحرقة لابد أن تحفر فى الأرض لأن احراق الأخشاب على سطح الأرض أو فيما بعد السطح يجعل الهواء يبعثرها وأما حفر حفرة وجعل الوقود المشتعل فيها فيحفظ النار داخلها قطعا الدفن لا يجوز فى مكان حياة الأحياء منعا لانتشار الأمراض وشم الروائح النتنة التى تخرج نتيجة تحلل الجثث كما لا يجوز المشى فوقهم أو الجلوس فوقهم ولو للصلاة لأن الله نهى جعل للقبور مكان وللبيوت مكان أخر فيه السكن وهو الراحة للناس فقال : " والله جعل لكم من بيوتكم سكنا " وقد سمى الله المساجد بيوتا فقال : " فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه " ووجود الموتى فى المكان يقل راحة النوام لأنهم قد يفزعون نتيجة الكوابيس التى يأتونهم فيه أو نتيجة التخيلات والأوهام كما أن الله لم يسم القبور بيوتا