مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني دام ظلّه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في هذه الأيّام العصيبة التي ابتلي فيها العراقيون كغيرهم وباء (كورونا) وفي ظل تعطّل الكثير من الأعمال وتحديد حركة المواطنين بل ومنع التجول في غالب المناطق أضيف الى العوائل الفقيرة في المجتمع ــ وما أكثرها ــ عوائل كثيرة أخرى كانت تعتمد في استحصال قوتها في كل يوم على ما يكسبه أحد افرادها من خلال عمله اليومي، وقد انسد عليها هذا الباب وأصبح الغالبية العظمى منهم في وضع صعب حيث لا يتيسّر لهم توفير الحد الأدنى مما يلزمهم من الطعام ونحوها من المستلزمات المعيشية. فما هو توجيه المرجعية الدينية في هذا الصدد؟
أفيدونا مشكورين
جمعٌ من المؤمنين
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ توفير الحاجات الأساسية للعوائل المتضررة من الأوضاع الراهنة هو بالدرجة الأساس من مسؤولية الجهات الحكومية المعنيّة ولكن في ظل عدم الاهتمام الكافي منها بذلك لا مناص من التوجّه إلى سائر الأطراف القادرة على المساهمة في هذا الأمر المهم الذي هو من أفضل الخيرات والقربات.
والعمل بما يفي بالمقصود يتطلّب تعاوناً وثيقاً من عدّة أطراف:
1- أهل الخير من المتمكنين ماليّاً، بأن يساهموا بما يتيسّر لهم في هذا المجال ويمكنهم احتساب ما يدفعونه من الحقوق الشرعية، مع رعاية الضوابط المقرّرة في كيفية صرفها وتوزيعها.
2- التجّار ممّن تتوفر لديهم المواد الغذائية ونحوها، بأن يعرضوها للبيع ولا يرفعوا من أسعارها بل ينبغي أن تكون مدعومة.
3- مجاميع من الشباب الغيارى يتطوعون للتعرّف على العوائل المتعففة وإيصال المواد المخصّصة لها، بعد التنسيق في حركتهم مع الجهات الرسمية في ظل منع التجول الساري في معظم المناطق، ولا بد من أن يتخذوا كافّة الإجراءات الاحترازية لئلاّ تنتقل العدوى إليهم لا سمح الله.
وينبغي لأصحاب المواكب الحسينية الكرام ــ الذين كان لهم دورٌ مشرّف في ردف المقاتلين الأبطال بكلّ ما يحتاجونه في أيّام الحرب مع داعش ــ أن يستعيدوا نشاطهم باتجاه دعم واسناد العوائل المتضررة في الوقت الراهن مع رعاية ما تقدّم آنفاً.
نسأل الله العليّ القدير أن يأخذ بأيدي الجميع إلى ما فيه الخير والصلاح ويدفع هذا البلاء عن البلاد، إنّه رؤوفٌ رحيم.